- التفاصيل
- كتب بواسطة: غياث بلال
أوروبا والحضارة الإسلامية..
من ذكريات زيارتي إلى قرطبة
كانت حضارة المسلمين في الأندلس من أعظم الحضارات التي مرت على البشرية إن لم تكن أعظمها على الإطلاق، فأنجبت من العلماء والمخترعات والمؤلفات خلال فترة قصيرة نسبيا في حياة الأمم، ما عجزت عنه امبراطوريات واسعة لم تغب عنها الشمس. وفي تاريخها الكثير من العبر والدروس، التي لا تزال تصلح للاستخدام وأخذ العبر في أيامنا هذه. وقد أكرمني الله بزيارة بعض آثار الحضارة الإسلامية في تلك الأنحاء التي كانت تنعم بالإسلام يوما وتذخر بالمسلمين والاطلاع على بعض جوانب تاريخها، فآثرت في نفسي أن أدوّن أبرز مشاهداتي كي تكون حافزا لمن يقرأها، كي يرجع إلى التاريخ ويبحث فيه ويتفكر في حال الأمة أين كانت وكيف صارت. ولكي يدرك كذلك أننا أمة حملت لواء الحضارة لأكثر من عشرة قرون، وما حالها اليوم إلا الاستثناء وخلاف الأصل، فلا يصحّ منّا أن نشعر بالهزيمة أو بعقدة النقص تجاه من يقود قاطرة المدنية والتقدم العلمي في هذا العصر. فمن كان أجداده عمر وخالد وطارق وصلاح الدين، يحمل بين جنبيه بذور النهضة والعزة والتقدم، إن أحسن العمل وأخلص النية.. ولكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.