أحد جذور الأزمات في شرقنا الحزين هو انتشار ثقافة العمل كوسيلة للاسترزاق: أي كوسيلة للتكسب والعيش.."بدنا نعيش" بدنا نطعمي الصغار". بينما في عموم العالم الغربي يتم النظر للوظيفة وللعمل على أنها عملية لصنع قيمة مضافة، والمال المتكسب من ذلك هو تحصيل حاصل كناتج ثانوي لصناعة القيمة. هذا الاختلاف في فلسفة العمل ينتج عنه اختلاف هائل في سلوكيات البشر، فبينما يشعر الانسان المنتج للقيمة بالمتعة أثناء العمل ويسعى لاتقانه ويشعر بقيمته كإنسان منتج ومفيد، على النقيض من ذلك، يشعر الانسان المتكسب أو المسترزق بإن العمل عبء ويتمنى لو أنه يأتيه رزقه بدون عمل، وبالتالي لن يتقن عمله ولن يبدع فيه.