إستراتيجيات البقاء لدى النظام السوري
في مشهد خالف جميع التوقعات ظهر بشار الأسد في ١٧ تموز على شاشات التلفاز وهو يؤدي القسم الرئاسي لولاية ثالثة في قاعة تحت الأرض في القصر الجمهوري وسط إجراءات أمنية مشددة. ثم أتبع ذلك بمرسوم رئاسي قام بموجبه بتعيين السيدة نجاح العطار نائبة له، فيما يعني ضمنا إستبعاده لنائبه فاروق الشرع، الذي غاب عن مراسم أداء القسم، الأمر الذي يشير إلى أن النظام يعمل على إعادة ترتيب أوراقه الداخلية.
ليس بالكيماوي وحده يقتل السوريون
في لقاء حواري في مدينة كولن حول الشأن السوري أتيح لي فرصة التحدث عن معاناة الإنسان السوري. حيث قمت بتوصيف حاله في مناطق النظام وخارجها وفي المنفى. محتوى هذه المحاضرة تم ترجمته إلى العربية في هذا المقال.
أفلحت الضغوط الأمريكية على النظام السوري وحلفاءه في شهر آب من العام المنصرم في الوصول إلى إتفاقية معهم تقضي بتدمير المخزون السوري من الأسلحة الكيماوية, وتقضي أيضا بتفكيك القدرات التي تسمح للنظام السوري بإعادة إنتاج هذا النوع من الأسلحة.
المآلات الإستراتيجية للتطورات الأخيرة في العراق
في 10 حزيران الجاري أعلن تنظيم دولة العراق والشام عن تمكنه بالتعاون مع العديد من أبناء العشائر السنية وبعض ضباط الجيش العراقي من السيطرة على مدينة الموصل في العراق وإعلانها مدينة محررة، وكذلك السيطرة على معظم محافظة نينوى. وذلك بعد قتال إستمر أربعة أيام إنتهى بإنسحاب الجيش العراقي التابع لقيادة المالكي، وإستسلام المئات من أبنائه في مشهد مهين، تاركين وراءهم العديد من مخازن الذخيرة والأسلحة الحديثة من ضمنها ست طائرات هليكوبتر من طراز بلاك هوك.
اِقرأ المزيد: المآلات الإستراتيجية للتطورات الأخيرة في العراق
كيف يمكن للثورات العربية أن تنتهي بتحقيق غاياتها؟
الثورات العربية ما بين التحرر والحرية
هل إنتهت الثورة في تونس بهروب ابن علي, وهل انتصرت في ليبيا بمقتل القذافي؟ ألم يعتقد الكثيرون أن الثورة في مصر نجحت وحققت غاياتها عندما تم إعلان تنحي الرئيس السابق حسني مبارك؟ وكيف يمكن توصيف حالة الثورة في اليمن بعد تنحية الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح؟ وماهي مآلاتها في سوريا بعد أن تحولت إلى حرب حقيقية؟
يروي هنري كيسينجر في مذكراته أنه سعى إلى تلطيف الأجواء لدى لقائه الأول مع الرئيس الصيني ماو تسي فسأله مداعبا: "هل تعلم متى انتهت الثورة الفرنسية؟" فأجابه ماو تسي بذكاء: "وهل إنتهت الثورة الفرنسية حقا؟". إذ أنه من النادر أن نجد إختلافا بين المؤرخين على تحديد بداية الثورات والأحداث الكبرى في القرون الأخيرة, ولكن من النادر أيضا أن نجد بينهم توافقا حول تحديد نهايات الثورات أو حول تقييم آثارها وتحقيقها لأغراضها. فالثورات عادة ما تطلق مسارات للتغيير, بدايتها واضحة, إلا أنه من الصعب التكهن بمآلاتها.
اِقرأ المزيد: كيف يمكن للثورات العربية أن تنتهي بتحقيق غاياتها؟
هل سيناريو التقسيم في سوريا ممكن؟
قبل ثلاث سنوات لم يكن يخطر في بال أكثر المتابعين للشأن السوري تشائما, بأن الحديث عن تقسيم سوريا إلى دويلات وممالك على أسس طائفية وعرقية قد يصبح أحد السيناريوهات المتداولة للنقاش والتحليل في الحديث عن مستقبل سوريا.ولكن حالة الإستعصاء السياسي في ظل إنخفاض فرص الحسم العسكري حاليا, أدخلت الدولة السورية في حالة تقسيم فعلي أدت إلى ظهور عدة مناطق تخضع لسيطرة جهات مختلفة تتنافس أو تتصارع فيما بينها. ولكن هل يمكن لهذه الوقائع الحالية أن تتطور حتى يأتي اليوم الذي نشاهد فيه سوريا مقسمة؟ للإجابة على هذا السؤال لا بد من العودة في التاريخ إلى الوراء قليلا كي نقف على الظروف التي رافقت ولادة الدولة السورية, ونحاول بعد ذلك فهم العلاقة التي تربط مكونات هذه الدولة بالسلطة المركزية فيها, وتحليل رؤيتها وفهمها لمعنى الوطن الواحد.
التحديات الإستراتيجية وصناعة النهضة
من أعجب ما نجده في كتب التاريخ بأن أهل دمشق عندما وصلهم نبأ دخول المغول إلى بغداد وسقوط الخلافة أسرعوا إلى الجامع الأموي الكبير وشرعوا في قراءة صحيح مسلم عسى الله أن يحمي البلاد والعباد ببركة الحديث الشريف ويرد كيد المعتدين. في هذه الأثناء كان للمماليك في مصر بقيادة المظفر قطز والظاهر بيبرس رد فعلا مختلف تماما حيث هرعوا لتنظيم الجيش والإعداد للمعركة الفاصلة لحماية مصر ورد المغول. والنتائج جاءت بعد ذلك في مصر والشام متناسبة مع كيفية إدراك كل طرف لمعنى وحجم الخطر القادم ومتناسبة كذلك مع نوع ردة الفعل أو صناعة الفعل تجاه ذلك الخطر (الإستجابة), حيث دمر المغول معظم الشام ودخلوا حلب وحمص ودمشق, بينما أنهزموا في معركة عين جالوت على يد القائد قطز والظاهر بيبرس في ٣ أيلول ١٢٦٠.
سياسة الهدنات والمصالحة الوطنية في سوريا ومآلاتها الإستراتيجية
في خضم إنشغال السوريون بأخبار القتل اليومي والتدمير العنيف لمدينة حلب ببنائها وإنسانها, وفي خضم إنشغال العالم بأخبار مؤتمر جينيف ومجرياته ونتائجه, يعمل النظام السوري بهدوء على تنفيذ إستراتيجية جديدة تحت مسمى "المصالحة الوطنية" أثبتت نجاعتها في تحقيق إختراقات لم يستطع الحل العسكري والأمني إنجازها حتى اليوم.
هل في سوريا اليوم ثورة أم حرب أهلية؟
تستخدم وسائل الإعلام مصطلح الحرب الأهلية لوصف مايحدث في سوريا, فيما تعمل وسائل الإعلام الغربية في كثير من الأحيان على تسليط الضوء على تصرفات المتطرفين العاملين تحت عباءة مايسمى "دولة العراق والشام" بشكل خاص. مما ترك إنطباعا لدى الكثير من المتابعين وخاصة في الدول الغربية بإن هناك معارضة تضم متطرفين, تتصارع على السلطة مع الحكومة, وبالتالي كلا الطرفين يتساوان في السوء. أو في أحسن الأحوال: هناك حرب أهلية بين طرفين وبالتالي فليحلوا مشاكلهم بعيدا عنا. ولكن ماذا يجري هناك في الحقيقة؟ هل هي حرب أهلية أم ثورة من ثورات الربيع العربي التي تسعى للحرية والكرامة الإنسانية؟
حقوق إعادة النشر متاحة لكل من يرغب شرط الإشارة للمصدر